الأحد، 22 ديسمبر 2013

سلسلة (إنها مصر) "5"



أنبياء الله في مصر..يعقوب عليه السلام
هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وكان بدويا آراميا يعمل في رعي الغنم([1])، وكانت إقامته في فلسطين، عند مدينة حبرون – حيث كان يسكن جده إبراهيم([2])- وكان يعقوب عليه السلام في موطنه هذا محاطا بالمشركين الوثنيين من البدو الآراميين، لقد كان خاله نفسه وثنيا، وكذلك زوجته راحيل كانت وثنية ،حتى بعد أن مضت عدة سنوات على زواجها منه، وقد بلغ من وثنيتها، وأخلاقها أنها سرقت أصنام أبيها، وفرت من بيت أبيها مع زوجها إلى فلسطين ([3]).


هذا حال ما كان عليه الأقربين من يعقوب، فما بال حال بقية قومه من البدو الآرميين، ولذا كان من الطبيعي أن يكون يعقوب لهداية قومه هؤلاء([4]). كما كان يعقوب عليه السلام مبعوثا أيضا ألى ابنائه يقول الله تعالى:{أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}(البقرة:133).
قضى يعقوب عليه السلام مائة وثلاثين عاما من حياته في موطنه فلسطين([5]) ثم انتقل منها إلى مصر عندما استقدمه ابنه يوسف عليه السلام، وكان ذلك في عهد حكم الهكسوس([6]).وفي مصر عاش يعقوب عليه السلام - إلى أن توفي – لمدة سبعة عشر عاما([7]). وكانت إقامته بأرض جاشان([8]) – بالقرب من بلبيس، وعلى مقربة من عاصمة الهكسوس أواريس – حيث كانت هذه المنطقة آنذاك غاصة بقبائل الهكسوس – من الآراميين وأشباههم، وتوجه بدعوته إلى هؤلاء الهكسوس الآراميين، وقد توجه بدعوته إلى الملك الهكسوسي آنذاك ، وفي ذلك يقول ابن إياس:" وأما فرعون يوسف فكان امه الريان، وقيل أنه أسلم على يعقوب عليه السلام لما دخل مصر" ([9]).لكن لم يثبت أن قام بتوجيه الدعوة إلى المصريين القدماء.
وعندماء جاء يعقوب إلى مصر أحضر معه جميع أبنائه، وكذلك جميع أحفاده([10]). وتقول التوراة:" وجاءوا إلى مصر، يعقوب وكل نسله معه،بنوه وبنو بنيه معه، وبناته، وبنات بنيه. وكل نسله جاءوا معه إلى مصر.." ([11])


([1]) ابن كثير:قصص الأنبياء،1/302.
([2]) المصدر السابق،1/306.
([3]) التوراة:سفر التكوين:31:19.أحمد شلبي:مقارنة الأديان،1/165.
([4]) أحمد بهجت:أنبياء الله 116.
([5]) التوراة: سفر التكوين:47: 8-9.ابن كثير:قصص الأنبياء،1/355.
([6]) عفيف طبارة:مع الأنبياء،ص 217.
([7]) ابن كثير:قصص الأنبياء،1/355.
([8]) المصدر السابق،1/351.
([9]) ابن إياس:بدائع الزهور،1/80-81.
([10]) ابن خلدون:العبر،مج2،قسم3/75-76.
([11]) التوراة:سفر التكوين:46: 6-7.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
;