يا أصحاب الديانات السماوية: هذه الوصايا العشر لفراعنة مصر!!
إن منظومة الأخلاقيات
هى اللبنة الأساسية فى نشأة أى مجتمع , فعن طريقها يكون هناك معايير رئيسية
للسلوكيات الفردية داخل هذا المجتمع والتى يجب على أفراده إتباعها , فتصبح هى
المصدر الرئيسى للتشريعات والقوانين المنظمة لأحوال هذا المجتمع والحاكمة
عليه, والمحدد الأول للعلاقة بين البشر وبعضهم أو حتى بين المجتمعات وبعضها
, ويعتبر الدين هو العامل الرسمى الذى يجعل أفراد مجتمع ما يتبعون منظومة
الأخلاقيات طوعا عن طريق حثهم عليها فى سبيل نيل بركات ورضا الآلهه , والفوز
بالثواب الدنيوى , ودخول الجنه فى الآخرة لمن يطبقها ودخول النار الأبدية لمن
يتجاهلها.
ولكن أصحاب الفكر
الدينى لا يرتضون فقط بمنظومة الأخلاقيات التى تفرضها الأديان , فنجد هذه الأديان
مترافقه بالنزعات التعصبية والعنصرية ضد كل ما لا ينتمى لهذه الأديان , بالإضافة
إلى علامات الإستعلاء و الشعور بالفوقية تجاه شعوب معينه (بالطبع فى حالة الديانه
اليهوديه نجد أنهم يشعرون بالفوقيه تجاه كافة البشر) , و لكن الغريب فى الأمر هو
إقتباس ديانة ما إقتباس نصى لمنظومة الأخلاقيات من ديانه ما ثم إعزائها إلى قوى
غيبية أعطتها لأحد الأنبياء , وهذا نكران و جحود تام للحقيقه , وسرقة مباشرة
لتاريخ تراثى لأحد الحضارات العظيمة التى تعد من أقدم وأعرق الحضارات وواضعة أسس
علم الأخلاق منذ عصور موغلة فى القدم , ومازال يمارس الإنسان منظومة أخلاقيات هذه
الحضارة حتى الآن بنفس الشكل و المضمون.
فالمتابع – ولو بشكل
بسيط – لتاريخ الأديان يجد أن أول ديانه كانت معروفة فى العالم هى الديانة
الفرعونية والتى وضعت أسس أول منظومة أخلاقية متعارف عليها فى مجمل منظومات كثيرة
سميت فيما بعد بديانة (آمون) , ونتيجة غزو الهكسوس – سكان فلسطين القدماء – لمصر وإقامتهم
فيها فقد إكتسبو الكثير من هذه الأخلاقيات وإعتبروها مثال أعلى يجب الإحتذاء به ,
ولكن نتيجة طردهم من مصر قرروا إقتباس وعزو منظومة الأخلاقيات إلى الديانة
اليهودية التى أسسوها فور خروجهم من مصر , والتى تناقلتها بالتبعيه الديانة المسيحية
نتيجة إعتمادها المباشر على العهد القديم , واللتان أثرتا بشكل كبير على الديانه
الإسلامية – نتيجة مجاورة نبى الإسلام لليهود والمسيحيين – وهو ما يتم الإعتراف به
يوميا من قبل معتنقى هذه الديانات كتراث مؤسس ومشترك فيما بينها فقط.
ففى الوصايا العشر –
محور الحديث السابق كله – نجد أن الديانه الفرعونية هى أول من نظمت منظومة
أخلاقيات تحتوى على هذه الوصايا , فهى كانت عباره عن الإعتراف السلبى الذى يؤديه
المتوفى أمام الأرباب يوم الحساب فى الدار الآخرة لكى يدخله الجنه , فنجد المتوفى
يقول فى إعترافه :
1 – أعترف أن الإله
الواحد هو رب الأرباب و إله الآلهه (فى إشارة مباشرة إلى آمون)
2 – لقد مجدت الإله
الذى لا يمكن تمثيله فى صورة او تصويره فى حجاره منحوته
3 – أنا لم أجدّف و لم
أخطئ فى حق الآلهه أو يخرج من فمى قول يغضبه
4 – لقد تعبدت للإله فى
المعبد المقدس كما كان يقول الكهنه
5 – أنا لم أتعامل بسوء
مع أهلى طوال حياتى كلها
6 – أنا لم أقتل إنسان
طوال حياتى سواء أكان رجل أو إمرأة
7 – أنا لم أزن ولم
أضاجع إمرأة أخرى
8 – أنا لم أسرق ولم
أخذ ما ليس لى ولم أرتكب عنفا
9 – أنا لم أكذب ولم
أطلق لساني بالباطل على رجل آخر و لم أطلع على دخائل أحد لأسبب له أى أذى
10 – أنا لم أعتد على
أرض رجل آخر ولم أعتد على أرض محروثة ولم أزد ثروتي إلا بالأشياء التي كانت
ملكاً لي لا لغيري
و بالمقارنه نجد أن الوصايا العشر فى العهد
القديم القائم عليه الديانتين اليهوديه و المسيحية تقول:
1 – لاَ يَكُنْ لَكَ
آلِهَةٌ أخرى أَمَامِي.
2 – لاَ تَصْنَعْ لَكَ
تِمْثَالاً مَنْحُوتًا وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا
فِي الأرض مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأرض.
3 – لاَ تَنْطِقْ
بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ بَاطِلاً لأَنَّ الرَّبَّ لاَ يُبْرِئُ مَنْ نَطَقَ بِاسْمِهِ
بَاطِلاً
4 – اُذْكُرْ يَوْمَ
السَّبْتِ لِتُقَدِّسَهُ. سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ وَتَصْنَعُ جَمِيعَ عَمَلِكَ
وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ سَبْتٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.
5 – أَكْرِمْ أَبَاكَ
وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأرض الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ
إِلهُكَ.
6 – لاَ تَقْتُلْ.
7 – لاَ تَزْنِ.
8 – لاَ تَسْرِقْ.
9 – لاَ تَشْهَدْ عَلَى
قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُور.
10 – لاَ تَشْتَهِ
بَيْتَ قَرِيبِكَ. لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ وَلاَ عَبْدَهُ وَلاَ
أَمَتَهُ وَلاَ ثَوْرَهُ وَلاَ حِمَارَهُ وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ.
أما بالنظر للقرآن فنجد أن الوصايا العشر لم
تذكر مباشرة وأنما هناك آيات تدل عليها فنجد الوصايا العشر كالتالى :
1 – (فَٱعْلَمْ أَنَّهُ
لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ) (محمد : الآيه: 19)
2 – (وَإِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن
نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ) (إبراهيم:الآيه: 35)
3 – (وَلَا تَجْعَلُوا
اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ) (البقرة : الآيه: 224)
4 – (يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) (الجمعة :الآية: 9)
5 – (وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا
يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ
أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا )(الإسراء : الآية: 23)
6 – (مِنْ أَجْلِ
ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ
نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة
: الآية: 32)
7 – (وَلَا تَقْرَبُوا
الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا)(الإسراء: الآية: 32)
8 – (وَالسَّارِقُ
وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا) (المائدة :
الآية: 38)
9 – (وَلا تَكْتُمُوا
الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) (البقرة : الآية: 282)
10 – (وَلَا تَمُدَّنَّ
عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) (طه:الآية:131).
اللهم بحق كل نبي وضع
قدمه على أرض مصر الحبيبة، وذكر فيها اسمك ، وتلي فيها كتابك ، واثني عليها خير كما اثني عليها نبيك وحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم أن تحفظ مصر من كل سوء وشر يا
أرحم الراحمين ومن أراد بأهلها كيدا فعليك به يا رب العالمين..